Bonjour à vous dans le forum eladmaoui
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عصر الفضائيات في العراق... هزيمة للثقافات التقليدية

اذهب الى الأسفل

عصر الفضائيات في العراق... هزيمة للثقافات التقليدية Empty عصر الفضائيات في العراق... هزيمة للثقافات التقليدية

مُساهمة من طرف Admin السبت فبراير 02, 2008 11:15 am


عصر الفضائيات في العراق... هزيمة للثقافات التقليدية





عصر الفضائيات في العراق... هزيمة للثقافات التقليدية Icon
هل هزم التلفزيون الكتاب والمسرح والسينما لدى الانسان العراقي؟
يثير هذا السؤال اليوم بعض المثقفين العراقيين وهم يعاينون الحال التي انتهى اليها وضع الثقافة والمثقف في هذا البلد بعد نحو خمس سنوات من الاحتلال الاميركي له، والسيطرة على مقدراته، وتوجيه الحياة فيه نحو الوجهة التي تخدم اهدافه وتحقق غاياته. ويستعيد المتسائل، وهو يعاين الحالة الحاضرة، نحو ثلاثة عقود من السنين رفدت الواقع الثقافي للبلد بمعطيات «واقعية» تنامت في مجرياتها مزيحة عن ارض الواقع الثقافي كثيراً من «تقاليده القديمة، وفاتحة السبل امام حالات أخرى استجدت، وطغت، فاحتلت فسحة الاهتمام».
كان الكتاب والسينما والمسرح أقانيم ثلاثة مكرسة في حياة مثقفي الستينات والسبعينات العراقية من القرن العشرين، قد يتفوق أحدها على الآخر عند هذا او ذاك ولكنه لا يلغيه... إذ كانت لكل منها منازل ومواقع في العقل والاهتمام.
ثم جاءت الثمانينات بحربها مع إيران لتمتد ثمانية أعوام هي الأقسى في ما عاشه إنسان هذا البلد حتى ذلك التاريخ: الشباب على جبهات القتال، والمكتبات تغصّ بالكتب، ولكن القراءة تتراجع تراجعاً نسبياً، والمسرح يضمر حركة ونوعاً، وصالات العروض السينمائية تتراجع مستوىً وعروضاً وجمهوراً... والناس تفضل ملازمة البيوت على السهر خارجها، والتلفزيون، محدود القنوات، لا يقدم ما يغري بالمشاهدة والمتابعة... أما «الفيديو» بأفلامه فيحل لدى الموسرين محل كل ما سبق، وتصبح المشاهدة في البيت تعويضاً نسبياً عن البحث عنها خارجه.
بعدها جاءت حرب 1991 وما رافقها، وأعقبها، من تدمير للبنى الحياتية والاجتماعية والثقافية، مستكملة فصولها السيئة في الحصار الذي شمل الأدب والفن، والكتاب والمجلة، الى جانب ما شمل من مقومات الحياة اليومية للإنسان. وكان أن تراجع كل شيء. حين كانت هناك محاولات لاستئناف الحياة، كان ما لم يعد يلبي الطموح، ولا يتكافأ والتطلع.
أما في الحرب الاخيرة، حرب اجتياح العراق عام 2003، فحصلت معها، وباستمرار الاحتلال، حالات كارثية، يمكن أن نقصر الإشارة هنا الى اثنتين منها كانتا الأكثر خطراً والأعمق أثراً في مستقبل الثقافة في العراق، ومستقبل العراق الثقافي: الأولى هي انفتاح الفضاء على سعته أمام المشاهد الذي لم يعد يعيش في فسحة ضيقة من المشاهدة، وإنما أتيح لرؤيته أن تمتد في مساحات، والى مسافات، فمن الدين وتياراته المحافظة، الى العري والتهتك... ومن الثقافة الى الفن. ولكن، لكل شيء «سياسته الخاصة»... ما أوجد «أجيالاً» في البيت الواحد، وفي المحيط المجتمعي الواحد «أدمنت» المشاهدة كل على هواه وبحسب رغباته. وقد عززت «ملازمة البيوت» هذه المرة الوضع الأمني المتردي الذي حاصر الناس في بيوتها.
أما الثاني فهو نهاية عصر السينما في العراق، وانتهاء دور المسرح على مستوى جمهوره. فإذا كان كل منهما يحتاج جمهوراً يقصده، فإن الامكنة في العاصمة بغداد ومعظم المدن العراقية لم تعد متاحة للحركة الطبيعية، بل للحركات المسلحة، في مختلف أصنافها ومناشئها وطبيعة نفوذها، فضلاً عن تقسيم المناطق طائفياً، خصوصاً في بغداد، التي كانت مركز الثقل والحركة.
ماذا فعلت هذه الفضائيات، بنفوذها الواسع هذا، بالمجتمع العراقي وإنسانه؟
لقد أعادت الناس الى حالتين من حالات الثقافة، هما: الثقافة الشفوية، وثقافة الصورة... ما جعل المجتمع اليوم يواجه تحدياً أكبر خطورة وأعمق أثراً من أي تحد ثقافي سابق. وأصبحت «ثقافة التلفزيون» ثقافة مهيمنة ومتسلطة، وهازمة لكل ثقافة أخرى. وحلت «الرؤية البصرية» محل القراءة التأملية، ما أحدث انقلاباً وقع، جزئياً أو كلياً، في عقل المجتمع.
وصار الكاتب، أو المفكر، أو الشاعر لا يجد جمهوراً يشجعه على استمرار التواصل. كما اصبح «الحديث المتسرع» و «الدردشة» و «الافكار العابرة» هي السياقات السائدة في الكلام، و «بديلاً تعويضياً» عن الكتاب الذي احرقت اهم مكتباته.
ثم... ماذا يريد «الجمهور» اكثر من «الفرجة» و «التسرية»؟
فهل نحن أمام «فتح جديد»، أم «كارثة فعلية»؟
Admin
Admin
Admin

ذكر عدد الرسائل : 443
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 25/01/2008

https://eladmaoui.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى