Bonjour à vous dans le forum eladmaoui
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(الأمتحان) القصة الثانية بقلمي... خاص بمسابقة قلعة ستار تايمز للقصص

اذهب الى الأسفل

(الأمتحان) القصة الثانية بقلمي... خاص بمسابقة قلعة ستار تايمز للقصص Empty (الأمتحان) القصة الثانية بقلمي... خاص بمسابقة قلعة ستار تايمز للقصص

مُساهمة من طرف Admin السبت يناير 26, 2008 12:04 pm

ما
كادت هناء تفرغ من صلاتها حتي رفعت يديها الي السماء وبدأت في الدعاء...
استمر دعائها ما يقرب من الربع ساعة ، وعلي الرغم من طول فترة الدعاء الا ان الدعوات لم تخرج عن شخصين ابنها محمود وزوجها كمال .
كانت تعلم ان يوم الغد من اهم الايام في حياتها وكيف لا... فابنها محمود مقبل علي امتحان مادة الفيزياء في الثانوية العامة -عقدة الطلبة- والتي يخشاها هو شخصيا وهي تعرف ان هذا الامتحان بالذات سيحدد مجموعه واتجاهه في كليته التي سيختارها وهي المادة التي اما ان يتفوق بها علي اقرانه او تهوي هي بمجموعه الي اسفل حيث لا ينفع الندم.
لم يكن محمود هو ما يشغل بالها فحسب بل كمال ايضا ... فغدا تعتبر اول قضية له... صحيح انها ليست الاولي فعليا فقد وقف امام القاضي عشرات المرات وكسب الكثير وخسر القليل ، ولكنه يعتبرها الاولي له بعد انفصاله عن مكتب المحامي الشهير الذي كان يعمل لحسابه.
انها لن تنسي اليوم الذي عاد فيه من عمله والتجهم بادي علي وجهه وهو يخبرها ان هذا المحامي الكبير قد عنفه ووجه اللوم الشديد له لأنه حاول ان ان يساعد احد اصدقائه في قضية خاصة له دون عرضها للمكتب.
وعندما حاول افهام استاذه المحامي بأنها قضية صغيرة ولن تفيد المكتب كثيرا عنفه قائلا (لست انت من يحدد القضايا التي تهم المكتب او لا تهمه... انت مجرد موظف تقبل ما اعرضه عليك دون نقاش) لذا فقد فكر بالأنفصال عن المكتب وفتح مكتب خاص به ولكنه كان مترددا وتذكرت كيف احتوته في ذلك اليوم بل وكيف اقنعته بفتح مكتب خاص ايمانا منها بقدراته وثقة منها في زوجها.
ظلت هناء غارقة في خواطرها ودعواتها ولم تتنبه الا عندما دقت الساعة الموجودة في الصالة معلنة تمام الحادية عشر ،فقامت من مجلسها وتوجهت الي غرفة محمود فوجدت الانوار لازالت مضاءه فدخلت عليه فوجدته منكبا علي الكتب وقد احمرت عيناه واسود وجهه فقالت له بحنان :
-كفي يا محمود لقد تعبت اليوم بما فيه الكفايه حان وقت النوم كي تكون منتبها في الامتحان.
رد محمود بصوت خفيض لن استطيع النوم .. اشعر ..اشعر بأني لا اتذكر شيئا علي الاطلاق.
قالها وقدا بدأ في البكاء فراعها تصرفه واحتضنته واخذت في تهدئته بكلامها مؤكده له انه تعب كثيرا في المذاكرة وان الله لا يضيع اجر من احسن عملا وانه عمل ما عليه ولم تتركه حتي هدأ تماما وذهب للنوم وقد ذهب اثار الخوف من قلبه فأطفات له نور الغرفة ودعت له بالسكينة...

فور خروجها من غرفه محمود اتجهت الي غرفة كمال علي اطراف اصابعها خشية الازعاج وفتحت الباب في هدوء واقتربت من مكتبه وهو منهمك في مطالعته للاوراق ولم يشعر بها فنبهته الي وجودها في لطف وعرضت عليه مساعدتها فطلب فنجانا من القهوة المركزة فاسرعت لاعداده وعادت مسرعة فوجدت كمال يكلمها عن القضية وابعادها ونقاط القوة والضعف وعلي الرغم من انها لم تفهم الكثير مما يقول الا انها ابدت انتباها وتركيزا كاملين حتي انتهي ، وقد بدا عليه اثار من الخوف من الغد فهدأته وطمأنته وقالت له انه تعب كثيرا وان الله لن يضيع تعبه ثم تطرقت الي القضية وقالت له(وكما شرحت انت في القضية... فان موقفك فيها قوي بل قوي جدا)فأعادت هذه الكلمات الي روحه بعض الامل واقنعته بالخلود للنوم للراحة حتي يكون مستعدأ للغد فسألها عن محمود فطمأنته بأنه جاهز للأمتحان وروحه المعنوية عالية وانه لا داعي اطلاقا للقلق بشأنه فأطمأن لكلامها ثم اتجه لغرفة النوم فأطفأت له النور ثم خرجت من الحجرة واتجهت الي حجرة الصالة حيث استكملت الدعاء والصلاة من جديد.

ما كادت الساعة المنبة تدق حتي اسيقظت هناء من نومها وبدأت في تجهيز الفطور لمحمود ثم ايقظته وبدأت في تجهيز حاجياته ثم عادت وعاودت طمأنته واخذت تدعي له حتي ذهب للأمتحان بقلب منتعش !
حاولت هناء النوم حتي موعد ايقاظ كمال ولكن قلقها علي محمود لم يهدأ لحظة فقامت من فورها وتوضأت وبدأت في الصلاة.
دق المنبه مره اخري فأسكتته واعادت ما فعلته مع محمود من تجهيز للفطور والحاجيات وهدأت من روعه حتي تركها وذهب هو ايضا الي المحكمة تاركا اياها والقلق يعصف بها
مرت الساعات الثلاث التالية علي هناء علي اسوأ ما يكون وهي علي وتيرة واحدة .... من سجادة الصلاة الي المصحف ، تنتقل من هذا الي ذاك كالنحلة تنتقل من زهرة لزهرة.
تضاعف قلقها عندما حان ميعاد خروج محمود من الامتحان وصور لها قلقها انه تأخر عن عادته... ولم تمضي طويلا في خيالاتها حيث سمعت بأن هناك من يفتح باب الشقة فانتفضت علي الفور فوجدت محمود قادما وعلي وجهه ابتسامة مشرقه واتجه اليها وقبل رأسها ويديها ثم حكي لها ما فعل في الامتحان وكيف انه كان مرتبكا اول الامر ثم تذكر كلامها له فنزلت عليه السكينه وبدأ في الاجابة عن الاسئلة الواحد تلو الاخر حتي انتهي من الامتحان وعندما انتهي وقت الامتحان اسرع اليها ليطمأنها فسعدت به كثيرا وأخذت تحمد الله علي نعمته علي ابنها ثم جهزت له الغداء فانتهي منه واوي الي سريره طالبا الراحة وما كاد ينام حتي قامت هي - علي الرغم من تعبها الشديد- تعاود ما تقوم به من دعاء وصلاة ولكن لكمال هذة المرة.
مرت الساعات التالية كسوء ساعات انتظار محمود ، ولم تتزحزح عن صلاتها ودعائها واخيرا عاد كمال من الخارج والسعادة الفائقة علي وجهه وهو يخبرها بما كان من انتصار واضح في القضية ، وحكي لها كيف ارتبك عندما علم ان محامي كبير من مكتب المحاماه الذي كان يعمل به قد وقف امامه في هذة القضية بايعاز من استاذهم الكبير حتي يخسر هو القضية ولكنه تذكر كلامها فهدأ وأيقن بالنصر فكان كلامها هو مفتاح النصر.
باركت له علي النصر واخبرته ان النصر لم يكن ليتحقق لولا كفاءته حسن تصرفه ثم جهزت له الغداء والعشاء ، وهو ما انفك في الكلام حول القضية وملابساتها حتي نام ، وحينها فقط تمكنت هناء من الخلود للراحة واستعرضت أحداث اليومين السابقين وتذكرت أنها في كل دعواتها التي تركزت لأبنها وزوجها لم تدع لنفسها قط فقالت لنفسها ان اهم دعوة لها ان يحفظ لها ابنها وزوجها سالمين وفي احسن حال ، فابتسمت ابتسامة هادئة ابتسامة من لم ينجح في امتحان واحد فقط بل نجح في امتحانين... كزوجة .. وكأم .
Admin
Admin
Admin

ذكر عدد الرسائل : 443
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 25/01/2008

https://eladmaoui.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى