من حقق التوحيد دخل الجنة

فقد قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، الباب الثالث ، باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ،وقد استدل رحمه الله على ذلك من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وسنذكر بعض ما ورد في ذلك ، قال تعالى ( إن إبراهيم كان أمةَ قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين ) ا وقد وصف الله سبحانه وتعالى خليله إبراهيم بأربع صفات هي الغاية في التوحيد0
الأولى : أنه كان امة أي قدوة وإماماً ومعلماً للخير ،وما ذاك إلا لتكميله مقام الصبر واليقين أللذيّن تٌنال بهما الإمامة في الدين0
الثانية :قوله تعالى ( قانتا لله) ، قال شيخ الإ سلام القنوت دوام الطاعة ، والمصلي إذا طال قيامه أو ركوعه أو سجوده فهو قانت كما قال تعالى ( أمّن هو قانت آناء الليل ساجدا و قائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه )
الثالثة :أنه كان حنيفا قال العلامة ابن القيم رحمه الله : الحنيف هو المقبل على الله ،المعرض عن كل ما سواه 0
الرابعة :أنه ما كان من المشركين كما في قوله تعالى ( ولم يك من المشركين ) أي لصحة إخلاصه وكمال صدقه وبعده عن الشرك فهو أشد الخلق في التوحيد فالحنيفية هي التشديد على التوحيد0
وقال تعالى مثنياً على عباده المؤمنين بقوله ( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون@والذين هم بأيات ربهم يؤمنون@والذين هم بربهم لا يشركون) وهذا الوصف للمؤمنين السابقين إلى الجنة فأثنى عليهم بهذه الصفات التي أعظمها أنهم بربهم لا يشركون ، ولما كان المرء قد يعرض له ما يقدح في إسلامه من شرك جليّ أو خفيّ فنفى ذلك عنهم وهذا هو تحقيق التوحيد الذي حسنت به اعمالهم 0
قال ابن كثير : (والذين هم بربهم لا يشركون ) أي لا يعبدون مع الله غيره بل يوحدونه ويعلمون أن لا إله إلا الله ، أحد صمد ، لم يتخذ صاحبة ولا ولد ، فترك الشرك يتظمن كمال التوحيد ومعرفته على الحقيقة ومحبته وقبوله والدعوة إليه ، قال تعالى (قل إنما امرت أن أعبد الله ولا اشرك به إليه أدعو وإليه مئاب)
فتحقيق التوحيد هو تخليصه و تصفيته من شوائب الشرك و البدع و المعاصي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من مات وهو يشرك بالله شيئل دخل النار )