الجنة لا يدخلها إلا موحد

الحمد لله وكفى
والصلاة والسلام علي من أصطفى
وعلى آله وصحبه ومن اقتفى
أما بعد عباد الله أعلموا أن الجنة لايدخلها إلا المسلمين الموحدين المخلصين دينهم لله واعلموا أنها محرمة على الكافرين المشركين وكما قال تعالى في سورة المائدة :_ إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار_ وقال في سورة الأعراف :_ إن الله حرمهما على الكافرين_ فالسبيل الوحيد لدخولها هو التوحيد وهو الأسلام الذي دعت إليه الرسل كافة ، فدين الأنبياء واحد وهو الإسلام وإن اختلفت الشرائع ، قهذا هو الإسلام العام ،أما الإسلام الخاص فهو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فأبقى على التوحيد ونسخ كل الشرائع التي قبلها فختم كل الرسالات السماوية ، فكان عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين ، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أن الأمم التي كانت قبلنا انحرفوا عن التوحيد الذي أمرهم به الله لسان أنبيائهم فقال :_ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة@رسول من الله يتلو صحفا مطهرة@فيها كتب قيمة_ والمعنى أن اليهود والنصارى والمشركين من سائر أصناف الامم من عبدة الأوثان والطواغيت والقبور من العرب والعجم ، غير منقطعين عن غيهم وضلالهم ،لا يزيدهم مرور الوقت إلا كفرا تم قال :_حتى تأتيهم البينة_ أي الحجة الواضحة والبرهان الساطع على أفراد الله بالوحدانية في ألوهيته وربوبيته ، ثم فسر سبحانه وتعالى تلك البينة فقال :_ رسول من الله _وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالإسلام لخرج الناس من ظلمات الكفر والشرك وعبادة الطواغيت إلى نور الإسلام والإيمان بالله والدار الآخرة وذلك لأنه :_يتلو صحفا مطهرة@فيها كتب قيمة_وهو القرآن ذو الأخبار الصادقة والأوالر العادلة ،يهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم ثم ذكر تفرق أهل الكتاب عن التوحيد عن بينة كفرا وعنادا فانقلبو بعد الهدى إلى ضلال وبعد البصيرة إلى عمى .
ثم ذكر الله أمره الذي لايتغير أبدا لعباده ،منذ أن خلق آدم عليه السلام ،وهو الإسلام الذي لا يكون إلا بالتوحيد وأقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقال تعالى :_ وما امروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة_أي وماأمروا في كافة الشرائع إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ،أي قاصدين وجه الله بعباداتهم الظاهرة والباطنة، حنفاء أي معرضين مائلين عن سائر الاديان المخالفة للتوحيد ، وخص الصلافخص الله سبحانه وتعالى الصلاة والزكاة لفضلهما وشرفهما والتي لا يقبل إسلام العبد بدونهما ولأنهما العبادتين اللتين من قام بهما قام بشرائع الدين. _وذلل دين القيمة_ أي هذا هو الدين المستيقيم الموصل إلى جنات النعيم وماسواه فطرق موصلة إلى الجحيم والعياذ بالله . ثم ذكر ربنا تبارك وتعالى بعد ذلك الكفار والمشركين ووصفهم بأنهم شر البرية أي أسوأ الخلق لأنهم عرفوا الحق فأعرضوا عنه فخسروا الدنيا والآخرة ، ثم ذكر سبحانه وتعالى المؤمنين الموحدين ووصفهم بأنهم خير البرية أي أفضل وأحسن الخلق لأنهم قاموا بحق الله بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، فقال :_جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه_ فرضي عنهم بما قاموا به من حقوقه ،ورضوا عنه بما أعد لهم من النعيم المقيم والجزاء الحسن _ ذلك لمن خشي ربه _وذلك هو الإيمان الذي يورث الخشية من الله فيقوم العبد بالطاعات ويحجم عن المعاصي فيكون جزاؤه الجنة ، فلا يدخل الجنة إلا موحد .
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.
__________________
شروق التوحيد
التوحيد أولا
مشرف م العقيدة و التوحيد